ISLAM SELON LE CORAN ET LA SUNNA

ISLAM SELON LE CORAN ET LA SUNNA

l'usure est l'ennemie du musulman

الحمد لله رب العالمين، أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ووضع عنا الأصار والأغلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو العزة والكبرياء والجلال، وأشهد أنْ محمداً عبده ورسوله، اصطفاه واختاره وطبعه على أكرم الأخلاق وخير الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ وآل، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
أيُّها النَّاس، اتقوا الله تعالى،
واتقوا فتنة المال، فإن المال فتنة قال الله جلَّ وعلا: (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) أي أن الله يختبر بهذا المال ويبتلي بهذا المال عباده، هل يحسنون التصرف في الاكتساب والإنفاق أو يسيئون في ذلك؟ إن من أعظم المحرمات في الكسب الربا، والعياذ بالله، الربا قد حذر الله منه في كتابه الكريم وتوعد عليه بالعذاب الأليم.
فاتقوا الله، يا عباد الله،
واجتنبوا الربا، ولكن لابد أن تعرفوه لأن من لا يعرف الشيء يقع فيه، فاتقوا الله، تجنبوا الربا في معاملاتكم خصوصاً في هذا الوقت الذي أغرق كثير من الناس في التعامل بالربا، لأن الاقتصاد العالمي أغلبه مبنيٌ على الربا، وكثير من الناس يقلدون، ولا يسألون عن الحلال والحرام فلذلك وقع كثير منهم في حبائل الربا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إن المرابي عليه وعيد في الدنيا ووعيد في الآخرة، أما وعيده في الدنيا فإن الله أعلن الحرب عليه قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) أي: أعلموا أنكم محاربون لله ولرسوله، ومن يستطيع أن يحارب الله وله جنود السموات والأرض يسلطها عليك فلن تستطيع ردها، فاتق الله ولا تحارب ربك عز وجل فإنك مغلوب ومخذول، وكذلك من عقوباته في الدنيا أن صاحبه ملعون قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ" وقال: "هم سواء" أي سواء في اللعنة والإثم الأكل والدافع والمعين على ذلك بالكتابة أو الشهادة كلهم ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عقوبات الربا أن الربا الأموال المجموعة من الربا ممحوقة البركة لا يستفيد منها صاحبها، بل يصاب بالشح والبخل يأخذ ولا يعطي لا يخاف الله ولا يرحم الضعفاء ولا يتصدق يجمع ويوعي، لأن الله حرمه من الانتفاع بماله فهو ممحوق البركة وإن تصدق منه فلن يقبل منه لأنه سحت، وإن أكله فإنه يغذي جسمه في الحرام: "كل لَحْمٍ نَبَتَ مِنَ السُّحْتِ، فالنَّارُ أَوْلَى بِهِ"، وأكل الربا ذكر على وجه التغليظ وإلا فكل أنواع الانتفاع وحتى ولو لم تنتفع به بل أدخلته ووفرته فأنت ملعون وهو ممحوق البركة لن تستفيد منه في حياتك ويكون عذاباً عليك بعد مماتك، وأما وعيده في الآخرة قد قال الله جلَّ وعلا: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) وذلك أن الناس إذا قاموا من قبورهم يوم القيامة فإنهم يذهبون مسرعين إلى المحشر إلا آكل الربا فإنه يقوم ويسقط لأن الربا تضخم في بطنه فعظم بطنه وثقل عليه فكلما قام سقط والعياذ بالله: (لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ)، يصبح كالمجنون، وأنتم تعلمون حالة المجنون، فآكل الربا إذا قام من قبره يكون كالمجنون بين الخلائق، ومن عقوبات آكل الربا في الآخرة أن الله توعده بالخلود في النار: (فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، نسأل الله العفو والعافية.
عباد الله،
إن الربا آفة خطيرة في مجتمع المسلمين، أما الكفار فلا حسرة عليهم لأنه مغرقون بالكفر والذنوب وليس بعد الكفر ذنب، لكن المصيبة ما يصيب المسلمين من آثار الربا وقد جاء في الأحاديث أن الربا يفشوا في آخر الزمان: "ومَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ" كما في الحديث الصحيح.
فاتقوا الله،
واحذروا من الربا بقدر استطاعتكم ووسعكم، وابتعدوا عنه، والربا هو الزيادة في أموال مخصوصة نص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الصحيح: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ سَوَاءً بِسَوَاءٍ يَدًا بِيَدٍ فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فهو ربا" هذه الأصناف الستة نص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها يدخلها الربا، ويقاس عليها عند جماهير أهل العلم يقاس عليها كل ما شاركها في العلة التي من أجلها حرم الربا فيها وهذا مذكور في كتب الفقه لمن يريد نجاة نفسه فليراجعها أو يسأل أهل العلم عنها، والربا نوعان: ربا الفضل وهو الزيادة في هذه الأصناف بعضها على بعض، أو ربا النسيئة وهو التأجيل فلا يبع ذهباً بفضة مؤجله أو بذهب مؤجل، لا يبيع ذهباً جيداً بذهب أقل منه وأكثر في المقدار من أجل جودة هذا ورداءة هذا، بل لابد من التساوي إذا اتحدى الجنس وهذا في جميع الأصناف الستة التي نص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لا تجوز الزيادة فيما بينها وإن تفاضلت في النوعية، النوع الثاني ربا النسيئة وهو التأجيل كأن بيع تمراً بتمر مؤجل أو بر ببر مؤجل أو إلى آخر الأصناف، يبيع حاضراً بمؤجل من هذه الأصناف أو ما شابهه مؤجلاً وهذا هو ربا الجاهلية بقوله صلى الله عليه وسلم: " يَدًا بِيَدٍ" يعني التقابض في المجلس فلا يؤجل من هذه الأصناف إذا بيع بعضها ببعض بجنسه أو بغير جنسه منها فلابد من التقابض في المجلس ولا يجوز التأجيل، ومن ربا الجاهلية الزيادة على المعسر إذا لم يقدر على السداد إذا كان في ذمته دينٌ مؤجل وأعسر بسداده عند حلوله يقول له أزيدك في الأجل وتزيدني في المقدار فيزيد عليه كل ما حل الدين ولم يستطع سداده يزيده ويؤجله ويثقله بالزيادات من غير فائدة تعود على المستدين يثقل كاهله بالزيادات الله جلَّ وعلا قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ*وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فالمعسر إما أن تضع عنه الدين تقرباً إلى الله تعالى وصدقة عليه، وإما أن تنضره إلى أن يُسر ويسدد لك، أما أن تزيد عليه فلا يجوز هذا حتى ولا على الغني، الغني إذا كان مدين لك بدين مؤجل ولم يرغب التسديد طلب منك أن تمهله بزيادة فهذا لا يجوز لا على الغني ولا على الفقير أن تزيد في الدين وتزيد في الآجل هذا ربا الجاهلية الذي حرمه الله ورسوله.
فاتقوا الله، عباد الله،



26/03/2012
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Religion & Croyances pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 8 autres membres