السعادة في معاملة الخلق لشيخ الإسلام ابن ت
السعادة في معاملة الخلق
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وإذا لم يقدر لك ما تظن أنهم يفعلونه معك : فالأمر في ذلك إلى الله لا لهم، فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فإذا ذممتهم على ما لم يقدر، كان ذلك من ضعف يقينك، فلا تخفهم ولا ترجهم ولا تذمهم من جهة نفسك وهواك؛ لكن من حمده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو المحمود، ومن ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو المذموم.
ولما قال بعض وفد بني تميم : يا محمد أعطني، فإن حمدي زين وإن ذمي شين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك الله عز وجل»[الترمذي: (3267)].
وكتبت عائشة إلى معاوية، وروي أنها رفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم: « من أرضى الله بسخط الناس كفاه مؤنة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يُغْنُوا عنه من الله شيئا » [الترمذي: (2414)]هذا لفظ المرفوع، ولفظ الموقوف: « من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاماً » [الترمذي: (2414)]هذا لفظ المأثور عنها، وهذا من أعظم الفقه في الدين. والمرفوع أحق وأصدق فإن من أرضى الله بسخطهم كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح والله يتولى الصالحين وهو كاف عبده ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾. فالله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب، وأما كون الناس كلهم يرضون عنه: فقد لا يحصل ذلك، لكن يرضون عنه إذا سلموا من الأغراض وإذا تبين لهم العاقبة، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا كالظالم الذي يعض على يده يقول: ﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾ وأما كون حامده ينقلب ذاما: فهذا يقع كثيراً ويحصل في العاقبة، فإن العاقبة للتقوى، لا يحصل ابتداء عند أهوائهم، وهو سبحانه أعلم.
المرجع
من مجموع الفتاوى (1 / 51 )
A découvrir aussi
- les vertues du silence et le fait de retenir sa langue
- breve biographie de sheikh al-albany
- علامات الساعة الصغرى والكبرى
Retour aux articles de la catégorie recits - rappel - sagesse -
⨯
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 8 autres membres