l'amour d'allah aaza wa jal
إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل!
بسم الله الرحمن الرحيم
يـا أيـها الأحبـاب والأخوان ،،
قد أبتليت هذه الأمه بـكثير من الـفتن ، و من هـذه الـفتن ، فـتنة الـجدال .
نـعم يـا طالـب الـعلم و يـا طالـبة العلم ، أن كثير من المجالس تجد فيها من يـجادل ، و كثير من الذين يـجادلونكم ، لأ يجادلونكم بحقً ، ولا من أجل مصـلحةً ولا من أجل شـيء ، إنــما من أجل الـحقد و الـبغضاء ، و حبً للــشهره.
و لـهذا تـجد الـمجادل ، لا تـرتاح نـفسة إلا بـالمجادل ، فـيقمع صـاحب الحق بأكاذيبه ، و أفتراءاته ، حتـى يـقال أنهُ على حق ، و صـاحبة على بـاطل ، فـكـانه يـقول للـناس ، هـا أنا على حق..
أن مثل هذا الذي يجادل و يمتري بغير حق ، مصـيرهُ لا يدوم كثـيراً ..
فقـد قـال الإمام النووي – رحمه الله - : ( مما يذم من الألفاظ المراء , و الجدال , و الخصومة ).
و على ذالـك ، فـصحاب الجدال جدالـهُ مذموم أن كان بغير حق ..
و لـذلك قال الإمام النووي : ( و اعلم أن الجدال قد يكون بحق , و قد يكون بباطل , قال الله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و قال تعالى : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا )
فإن كان الجدالُ الوقوفَ على الحق و تقريره كان محموداً , و إن كان في مدافعة الحق , أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً .
و على هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته و ذمه )
ثم قال – رحمه الله- : ( قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة .
نـعم يا أخواني ، أن الجـدال مـولد للـخصومه ، بـل لا تجد شخص يجادل بغير حق إلا و كـره الذي يجادله بـحق ..
فـالله الله أخواني و أخواتي ، من الجدال بغير حق ، والله الله في البعد عن تلك المجالس التي بـها جدال ، فـأن جـادلك شـخصً عنيد لا يُريد الحق ، ففــر منهُ ، فهذا فـيه مـرض ، قـد يـُعديك مـرضهُ .
و أعلمُ ، قـول الأوزاعي : (( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ))
و أخرج أن عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل ) و قال عبدالله بن حسين بن علي – رضي الله عنهم - : ( المراء رائد الغضب ، فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب )
و قال محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - : ( الخصومة تمحق الدين ، و تنبت الشحناء في صدور الرجال )
و قيل لعبدالله بن حسن بن حسين : ( ما تقول في المراء ؟ قال : يفسد الصداقة القديمة ، و يحل العقدة الوثيقة . و أقل ما فيه أن يكون دريئة للمغالبة ، و المغالبة أمتن أسباب القطيعة ) و قال جعفر بن محمد – رحمه الله - : ( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال ) و قيل للحكم بن عتيبة الكوفي – رحمه الله - : ( ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء ؟ قال : الخصومات )
ولـذالك قـال الأمام الشافعي – رحمه الله – :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 8 autres membres